خاطرة قصتي العجيبة مع القلم خواطر وجدانية

قصتي العجيبة مع القلم 

خاطرة قصتي العجيبة مع القلم

يقف أمام عيني وملأه الغرور، فقد أخذت موافقته على رسمه بأدواتٍ غير أدوات الرسام، بل بحروف كاتبةٍ تربت على يديه...

هو يعرف أنه لولاه ماكنت شيئا يُذكر، لذا من يراني يجدني دائما متشبثةً بجسده النحيل، ملتصقة بنعومة ملمسه...

هو أنيقٌ كعادته، لطيفٌ بطبيعته، حديثه عذب، وصمته وقار..

خاطرة قصتي العجيبة مع القلم - اللقاء الأول

كان لقاؤنا الأول عند أول محاولةٍ لي رسم ملامحي الطفولية، كان لقاءً عفويا يبعد أميالا عن طقوس المجاملات والرتابة الباهتة...

كنت حينها مولعةً بالألعاب فوجدته ضالتي ولعبتي الجديدة ، لكم كان صبورا مطواعا لشقاوة سنيني الصغيرات..

 أذكر أنني كنت أحاول لسببٍ ما كسر أضلعه، و كثيرا من المرات إراقة دمه بكل دمٍ بارد.

وأتذكر كم أن أمي أرادت مئات المرات معاقبتي لعدم إجادتي للكتابة، لولا أنني أُلقي اللوم عليه هو لخطإٍ كانت يداي هما السبب فيه، ومع ذلك كله لم يتمرد يوما..

ولو أن أحدا آخر كان مكانه لهجرني دون رجعة، غيرَ مبالٍ بمشاعر طفلةٍ مدللة لا تجيد حتى الكتابة..

حروف الحب 

خاطرة قصتي العجيبة مع القلم - حروف الحب

ومرت الأيام ، وصارت سنين عمري تتهجأ حروف الحب ، فلم أجد سواه يبادلني باقات الأشواق، ويجعل من فصول العمر ربيعا لا خريف فيه أو شتاء.. 

بل إنه كان يترجم قصائد الأنجم الغزلية في السماء ليهديها إياي..

 وفي ليلة من ليالينا الغرامية قال لي "ستكونين نجمة تلمع بين تلك النجوم، ولربما تكونين الألمع بينهن ".

كَبُرتُ وكبُرتْ معي الأحلام، وأصبح ذلك الحب يحتكر عقلي ، وعقلي أضحى مفتونا برفيق صباي..

اقرأ ايضا خاطرة خذ الحكمة وتمعن

اقرأ أيضا :"قصة مشنقة شرف قصص قصيرة". 

خاطرة قصتي العجيبة مع القلم - علاقة قوية 

آمنت أنه مداري، وأن أفلاكي لا تقوى الخروج عن مساره، فكل ماعندي هباته هو وعطاياه، حتى أفكاري اللاتي كنت أتباهى بهن ليلا نهارا، ماهُن إلا بناته ، وأيقنت أنني سجينته 

بعد ماكنت أحسبني آسفةً عليه سجّانه ،وأنني أبدو بدونه كحرف جرٍ مهجور في آخر السطر لا حيلة له ولا قيمة .

مُهيب هو واثق أشد الثقة بنفسه، فلا يخشاهم أولئك الذين ينسجون إغراءاتهم من حولي طلبا في نيل محبتي ، فهو يعي أنه قبلتي الأولى، أنّى وجهت قلبي الذي ينبض له كأول لقاءٍ به..

بقلم الأنامل اليمنية :

"مريم الجبري"