القمر الأزرق |
كشف ظاهرة القمر الأزرق
في النسيج الشاسع لسماء الليل، كان القمر دائمًا يأسر خيال البشرية. لقد كانت مراحله ودوراته العرضية موضوعًا للأساطير والبحث العلمي لعدة قرون.
أحد هذه الأحداث السماوية الآسرة هو حدوث "القمر الأزرق" النادر. على عكس اسمه، فإن القمر الأزرق ليس في الواقع أزرق اللون.
وبدلا من ذلك، فهو يشير إلى نوع معين من البدر الذي يزين سماءنا الليلية فقط بشكل نادر.
القمر الأزرق أصول التسمية الخاطئة:
في بعض الاقاويل يرجح أن يكون سبب تسميته بهذا الاسم هو إن أصل مصطلح "القمر الأزرق" رائع مثل الظاهرة نفسها.
يعود المصطلح إلى القرن السادس عشر على الأقل عندما كانت الكلمة الإنجليزية القديمة "below" تعني "الخائن".
وفي هذا السياق، اعتبر القمر الأزرق خائنًا للدورة القمرية المنتظمة، لأنه قد يخل أحيانًا بالترتيب التقليدي للأشهر. ويعتبر هذا الرأي شعبي وشائع ولا علاقة للعلم به.
ظهر التعريف الحديث للقمر الأزرق مؤخرًا. في عام 1946، عرّف مقال في مجلة "Sky & Telescope" خطأً القمر الأزرق بأنه البدر الثاني في شهر تقويمي مع قمرين مكتملين.
وقد اكتسب هذا التعريف شعبية وأصبح مقبولا على نطاق واسع، مما أدى إلى الفهم المشترك الذي لدينا اليوم.
ومع ذلك، فإن الدورة القمرية نفسها تبلغ حوالي 29.5 يومًا، وهو ما لا يتوافق تمامًا مع الشهر التقويمي الغريغوري الذي يتكون من 30 أو 31 يومًا. هذا التناقض هو جزء مما يجعل ظاهرة القمر الأزرق نادرة الحدوث.
القمر الأزرق معضلة التقويم
وفقًا للتعريف الأكثر شيوعًا، يحدث القمر الأزرق عندما يظهر اكتمال القمر الثاني خلال شهر تقويمي واحد. وبالنظر إلى أن الدورة القمرية تبلغ حوالي 29.5 يومًا، فإنها عادةً ما تسمح بقمر واحد فقط في الشهر.
ولكن كل سنتين إلى ثلاث سنوات، تنشأ حالة تكون فيها الفجوة بين بدرين متتاليين قصيرة بما يكفي لتناسب بدرين خلال شهر تقويمي واحد.
وهذا ما يؤدي إلى ظهور ظاهرة القمر الأزرق، وهو الثاني من هذه الأقمار الكاملة.
ندرة قمرية |
القمر الأزرق ندرة قمرية
الأقمار الزرقاء هي في الواقع أمر نادر الحدوث. في المتوسط، تزين سماءنا مرة كل سنتين أو ثلاث سنوات. وقد أدت هذه الندرة إلى ظهور عبارة "مرة واحدة في القمر الأزرق" في الثقافة الشعبية، مما يؤكد على الطبيعة النادرة للحدث.
القمر الأزرق العلم وراء اللون
في حين أن اسم القمر الأزرق يوحي بوجود قمر أزرق اللون، فمن المهم توضيح أن القمر لا يتحول فعليًا إلى اللون الأزرق خلال هذه الظاهرة.
يشير الاسم إلى حدوث غير عادي لظهور قمرين مكتملين خلال شهر تقويمي واحد، بدلاً من حدوث تغير في لون القمر.
ومع ذلك، هناك حالات يبدو فيها أن القمر يأخذ لونًا أزرقًا في السماء. ويحدث هذا عادةً بسبب الظروف الجوية، مثل وجود جزيئات دقيقة أو دخان أو غبار في الهواء.
يمكن لهذه الجسيمات أن تبعثر أطوال موجية معينة من الضوء، مما يجعل القمر يبدو أكثر زرقة. لا يقتصر هذا التأثير على القمر الأزرق ويمكن أن يحدث خلال مراحل القمر الأخرى أيضًا.
القمر الأزرق فرحة سماوية
تعتبر ظاهرة القمر الأزرق بمثابة تذكير بالتفاعل الدقيق بين الدورات القمرية وتقويمنا الغريغوري أو ما نسميه التقويم الميلادي ، حيث تعرض تعقيدات أنظمة ضبط الوقت في الطبيعة.
اقرأ مقال عن برنامج قلبي اطمأن
وعلى الرغم من أنه قد لا يكون عرضًا حرفيًا للقمر ذي اللون الأزرق، إلا أنه يظل بهجة سماوية تلفت انتباه مراقبي السماء وعلماء الفلك و المتحمسين على حدٍ سواء.
لذا، في المرة القادمة التي تسمع فيها شخصًا يتحدث عن القمر الأزرق، ستعرف أنه يشير إلى محاذاة نادرة للوقت، وهي ميزة تقويمية تسمح لنا بمشاهدة جمال قمرين مكتملين خلال شهر واحد.
إنه تذكير بأنه حتى في عالمنا المتقدم تقنيًا، لا يزال الكون يحمل أسراره ومفاجآته في انتظار أن تتكشف في سماء الليل.
بقلم الأنامل العراقية :
"زهرة حبيب"
مقال مهم جدا... علمي وثائقي ممتاز
ردحذفممتاز زهورة المدونة
ردحذف