خاطرة المال وحقيقته الأزلية خواطر إجتماعية

المال وحقيقته 

خاطرة المال و حقيقته الأزلية - سلطان يأمر

يقول الشاعر :

-يمشي الفقير وكل شيء ضده

والناس تغلق دونه أبوابها

-وتراه ممقوتا وليس بمذنب

ويرى العداوة لا يرى أسبابها

-حتى الكلاب إذا رأت رجل الغنى

حنت إليه وحركت أذنابها

-وإذا رأت يوما فقيرا ماشيا

نبحت عليه وكشرت أنيابها

ويقول ابن فارس اللغوي:

-قد قال حكيم فيما مضى

ما المرء إلا بأصغريه

-فقلت قول امرئ لبيب

ما المرء إلا بدرهميه

-من لم يكن معه درهماه

لم يلتفت عرسه إليه 

-وكان من ذله حقيرا

يبول سنّوره عليه

وقال أحدهم يحدّث عن زوجته: 

ما بال أم حبيش لا تحدثنا

إذا افتقرنا وقد نثري فنتفق

وقال شاعر:

إذا قل مال المرء قل صديقه

وأومأت إليه بالعيوب الأصابع

حقيقة المال

خاطرة المال و حقيقته الأزلية - يفعل الأفاعيل 

هذا هو المال يفعل الأفاعيل ...

المال زينة الحياة الدنيا ولذتها ومنتهى رضاها، المال نعمة من الله تعالى، وليس كل الناس بهذه النعمة مشمول، فهناك من كان محظوظا في الدنيا فناله منها نصيب ،وهناك من لم يكن كذلك يكابد الفاقة والحاجة.

اقرأ أيضًا :"قصة قالت الانثى للرجل قصص قصيرة". 

يأتي المال ويجلب معه كل ذي قيمة، فمن يلقاه ذليلا يعزه ،ومن يحسه وضيعا يرفعه، ومن يراه وحيدا يكثر أصحابه، وتكون له تلك الهالة التي بها يصيب الجميع دراهمه ودنانيره .

اقرأ ايضا مقال عن التفكير الزائد 

تلك الأبيات لخَّصت المال وصاحبه الذي يدعى الغني أو الثري ذو الحظ العظيم ،فكل الأبواب تُشرَّع أمام هذا، 

وجميعها أيضا توصد في وجه ذاك الفقير الذي لا يجد ما يسد به الرمق، الذي أعياه المرض ولا طبيب، الذي طرق كل الأبواب ولا من مجيب.

لن يفهم حقيقة الغنى والثراء إلا من عاشه ولو ليوم واحد، تنهض وكل شيء معد لأجلك، ما يلائمك ومايصاحبك 

ومايكون على هواك وعلى قدر طلبك وبزيادة، نعم الزيادة ،تلك اللمسة تحدث كل الفرق ، وبها تتميز الأشياء وتظهر صورتها المُحلاة بأكثر من طريقة .

خاطرة المال و حقيقته الأزلية - قديما 

منذ القديم والمال هو عماد قيام الأمم وسر بقائها، وما كان ضعفها يوما إلا بافتقارها إليه وحاجتها الماسة إلى عدِّه وتكديسه ،وفي الوقت الحالي إحتكار المال أصبح أكثر من 

ضرورة، من أجل التحكم والسيطرة على الآخرين، فهناك إمبراطوريات خاصة بجمع الأموال والسعي للإحتفاظ به أكبر دهر ممكن، خاصة ونحن في زمن أصبح المال هو الآمر

الناهي ،ولا مكان للمبادئ والأخلاق أو أي معنى آخر ،ففي سبيل المال فليذهب الغالي والنفيس، والغث والسمين، والماضي والحاضر ،فكل شيء متعلق بالمال والمستقبل ..

بقلم الأنامل الجزائرية :

"عايدة عمار فرحات"