الطلاق حقيقته وآثاره على الأسرة والمجتمع

الطلاق حقيقته وآثاره 

الطلاق حقيقته وآثاره على الأسرة والمجتمع

إذا فكرت في الطلاق فقط تريّث وتأنى، وأعط نفسك أكثر من فرصة .

ما أسهل الطلاق مجرد كلمة نقولها في فورة غضب أو لحظة حزن ويأس أو أثناء مناوشات وجدالات عقيمة بين شخصين كل واحد منهما لم يعد يرى أبعد من أنفه، 

وسيطرت عليه كل الأصوات إلا صوت العقل والحكمة، ولم يعد يتذكر من الأقوال المأثورة إلا : أنصر نفسك قبل أخاك ظالما أو مظلوما ،وأنا وبعدي الطوفان، وللصبر حدود يا حبيبي.

حقيقة الطلاق

 لكن الطلاق في الحقيقة ليس معركة بين الرجل والأنثى ،بل هو صراع أزلي بين الحق والباطل، بين إبليس ورب العزة، نعم لقد أقسم أول الأمر أنه لن يترك ابن آدم وشأنه، 

وشدد على الرباط الذي يجمع الزوج بزوجته ،ذلك الرباط الذي على حروفه خُطت مواثيق وعهود إلى إنتهاء الخليقة، ذلك الرباط المقدس الذي فيه الوعد إلى النهاية، إنه من أشد المواثيق لهجة ومتانة، إنه الميثاق الغليظ .

أتدري لماذا؟ لأنه بموجبه يتم استحلال الزوج للزوجة من كل الجوانب ،هل تعلم كيف هي الحياة بين الزوج والزوجة؟! 

إنها حياة مكشوفة لا مستور فيها ،كل شيء بينهما منتهك ومفضوح فقط بمثاق غليظ. لهذا كره الله الطلاق إليه ،فهو ليس بالأمر الهين ،حتى إن الشيطان يقرب ويفضل ويرفع 

من التابعين له من جاءه آخر النهار بالخبر السار المفرح ويقول :" ما زلت بينهما حتى فرقتهما وطلق الزوج زوجته" فيقول له:" أنت أنت ويقربه منه "، إنه من أحب الأعمال إلى الشيطان على الإطلاق ، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

 "إن إبليس يضع عرشه على الماء ،ثم يبعث سراياه ،فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة ، يجيء أحدهم فيقول : فعلت كذا وكذا، فيقول : ما صنعت شيئا ، قال: ثم يجيء 

أحدهم فيقول : ما تركته حتى فرقت بينه وبين إمرأته ، قال: فيدنيه منه ويقول : نعم أنت ، قال الأعمش : أراه قال : فيلتزمه(رواه مسلم)."

الطلاق وحقائقه

الطلاق حقيقته ماذا يتضمن هذا الميثاق

-إنه استحلال كُلاًّ من الزوجين للآخر من كل النواحي، إنه الإلتحام والتداخل والتجانس والتمازج والإنصهار .

-على أساسه تتكاثر البذور فتنبت وتنتج سلالات أخرى ،تخيل أنت وشخص آخر إتفقتما على زرع شجرة، فاخترتم التربة بعناية، وحضَّرتم البذرة وقمتم بغرسها ،واعتنيتم بها 

تحت كافة الظروف إلى أن إستوى عودها واشتد ساقها وأبصرت النور بأوراقها الخضراء الفتية، ثم فجأة قرر أحدكما أو أنتما معا إجتثاثها أو كسرها وخنقها وسلبها الحياة ،ماذا سيكون رأيك ؟! 

للحظة فقط تخيل وخذ وقتك ، ذلك هو الطلاق بكل بساطة. إنه هدم للأسرة التي هي أساس وركيزة المجتمع ،وآثاره المدمرة لا تقتصر على الزوجين فقط بل وتتعدى إلى الأولاد والعائلة من الجانبين والمجتمع ككل .

-إنه إجتماع وتقارب الأسر والمدن والبلدان والممالك والأمم ،فهو قرابة المصاهرة، يصل القاصي بالداني، ويوحد ويقوي أزر البشر ويشد بعضهم ببعض.

متى يكون او يلزم الطلاق

  لا يكون الطلاق في الحقيقة إلا إذا كان الأمر مستحيلا، يعني إستحالة الحياة بين الزوجين، ولم يعد يحقق المنافع المرجوَّة منه ،نعم إذا أصبحت أضراره أكثر بكثير من إيجابياته ومنافعه ،وأصبح لا يزيد إلا الألم والكره والحسرة والصراعات والنزاعات، فتصبح البيئة سامة.

ولا يكون أيضا إلا بعد استنفاذ جميع الطرق الأخرى للإصلاح بين الزوجين كالهجر ،والتأديب الليِّن ،وبذل النصيحة ، وحَكَم من أهله وحَكَم من أهلها ، وحصول 

3طلقات لتصبح الزوجة بائنة ، ومحاولات عديدة للصلح وإعطاء الفرص والتضحية والصبر ،صبر أيوب إن استطعت، ويا ريت يكون جميلا بلا شكوى أو عتاب أو ضغط أو إجبار أو لَوي الذراع إن صح التعبير، وأمام الأمر الواقع.

اقرأ أيضا :"ام كلثوم حياتها ومشوارها الفني وبعض أسرارها ودورها في الحياة الفنية والسياسية المصرية". 

 لقد أعطاك ربك أكثر من فرصة ،إنه يعلم ما أنت عليه ويراعي ظروفك كلها، ثم أنت لا تكاد تبصر أو تعقل إذا تعلق الأمر بالطلاق، وتصبر وتتأنى، وتبحث ،وتحكم عقلك وقلبك في كل الأمور الأخرى .

اقرأ ايضا كذبة ابريل بين الضحك والحذر

إذا فكرت في الطلاق تذكر في البداية وأول الأمر لماذا تزوجت...؟!

بقلم الأنامل الجزائرية:

"عايدة عمار فرحات "