هوسّ السيلفي ايجابيات وسلبيات جزء ١

 

هوس السيلفي 

هوس السيلفي إيجابيات و سلبيات هذه الظاهرة من منظور علم النفس

أدت الثورات العملية والمعرفية والتكنولوجية التى شهدها هذا العصر فى السنوات الاخيرة الماضية وخاصة فى مجال تكنولوجيا الاتصالات إلى تنافس العديد من شركات 

الاتصال فى انتاج هواتف تتمتع بتقنيات وإمكانيات عالية ، وقد أطلق عليها الهواتف الذكية والتى باتت وخاصة بالنسبة لجيل الألفية الثالثة أداة ملازمة لهم لا تفارقهم إلا عند النوم ، فمعظم علاقاتهم وتفاعلاتهم مع بعضهم البعض 

لا تتم إلا عن طريق هواتفهم الذكية ، الأمر الذى أثر على طرق معيشتهم وتواصلهم ولغتهم واهتماماتهم وسلوكياتهم وحالتهم وصحتهم النفسية ، وليس هذا فحسب ، بل إن 

وجود الهواتف الذكية بالإضافة إلى النمو السريع لمواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيسبوك Facebook و الانستجرام (Instagram)واليوتيوب (Youtube)أدى 

 إلى تفشي ظاهرة باتت سمة من سمات هذا العصر ألا وهى ظاهرة السيلفى، والتى لم تقتصر على فئة بعينها أو طبقة اجتماعية بل أصبحت أشبه بوباء اجتاح العالم بأسره.

اقرأ أيضًا :" الام ودورها النفسي في تأسيس عقلية الطفل". 

فقد تحولت فكرة التقاط السيلفى من مجرد تخليد لحظات جميلة فى حياة الفرد إلى توثيق اليوم بأكمله بما فيه من أحداث ، وقد شهدت السنوات القليلة الماضية ازدياد تلك 

الظاهرة بشكل ملفت للنظر وأصبح مستخدموا السيلفى نراهم فى كل مكان ليلا ونهارا فى المؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات ، وفى الشوارع والحدائق ، 

والمتنزهات وعلى الشواطئ ، وحتى الحرم (المكى والمدنى) وكأن الإنسان خلق لكى يجسد كل لحظات حياته .

هوس السيلفي جنونه 

ويعد مصطلح السيلفى من المصطلحات شائعة الاستخدام فى مفرادت معظم الفئات العمرية وخاصة جيل الألفية الثالثة ، بحيث أصبح التقاط السيلفى ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى أو عدم نشرها جزء لا يتجزء من ايقاع 

الحياة العصرية ، حتى أن الكثير من الشباب من طلاب الجامعة يحبون التقاط صور لأنفسهم حتى فى المواقف المحرجة أو المواقف التى قد تعرض حياتهم للخطر ، مثل 

التقاط صورة ذاتية فى أماكن مرتفعة أو على حواف جبلية أو الشلالات أو على أسطح القطارات أو بجوار خطوط 

السكك الحديدية أو من فوق الأبراج العالية ، حتى وصل الأمر ببعض الشباب إلى أن يصوروا أنفسهم عند الانتحار، وهو ما دفع بعض الباحثين إلى تسمية هذه الظاهرة بجنون وإدمان السيلفى .

تعريف هوس السلفي 

هوس السيلفي تعريفه

 ويعرف السيلفى بأنه صورة شخصية يلتقطها الفرد بنفسه بواسطة هاتفه الذكى وأثناء عملية الالتقاط يمكن للفرد مراقبة صورته وتعديل وضعه وتعبيرات وجهه أثناء ذلك 

للحصول على الصورة المثالية والمرغوبة وغالبا ما يتم مشاركة الصورة الذاتية عبر مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك Facebook و انستجرام Instagram وتويتر Twitter وعادة ما تكون هذه الصورة جذابة وغير عادية.

هوس السيلفى - الدافع وراء التقاط صور 

تعددت وتنوعت الدراسات التى تناولت الدوافع التى تجعل الأفراد يلتقطون صور السيلفى ، حيث أشارت نتائج إحدى الدراسات إلى أن هناك أربعة دوافع رئيسية هى السبب فى جعل الأفراد يقدمون على ذلك وهي :

١_ جذب انتباه الآخرين على رؤية صور السيلفى وتقييمها بالاعجاب وكذلك توكيد الذات وتتفوق صور السيلفى على 

غيرها من وسائل توكيد الذات الأخرى على شبكات التواصل الاجتماعى بتحديث الحالة وكتابة المنشورات وغيرها.

٢_ التواصل مع الآخرين ويتيح هذا التواصل الفرصة للفرد للشعور بالاشباع ، حيث ينظر للسيلفى بوصفه وسيلة لتلبية حاجة المرء الاجتماعية للتواصل .

 ٣_ التوثيق أو الأرشفة حيث ينظر للصور السيلفى كوسيلة لتوثيق اللحظات او الأحداث المميزة فى حياة الفرد . 

٤_ التسلية وكسر الشعور بالملل .

هوس السيلفي هناك دوافع أخرى

فى حين توصلت إحدى الدراسات إلى وجود دافعين يدفعان الأفراد إلى التقاط الصورة الذاتية واللذين يعدان بمثابة استراتيجيتين وهما :

_ ترويج الذات وكشف الذات ،فعبر السيلفى يستطيع الفرد أن يختار بعناية الصورة التى يريد للآخرين بوصفهم 

جمهورا له أن يروه عليها لاظهار نجاحاته وإمكاناته وما يحظى به من نعم وأشياء ( صور سيلفى بالسيارة الجديدة أو أثناء السفر ، الزواج ، التخرج ..... إلخ)

اقرأ ايضا التفكير الزائد بحسب علم النفس

  كما يستطيع الفرد من خلال تلك الصور أن يكون منفتحا على الآخرين، كاشفا لهم عن بعض من حياته العادية والطبيعية غير الجذابة لترك انطباع لديهم بأنه فرد منفتح 

وغير متصنع بالإضافة إلى كسب تعاطفهم وثقتهم وتقديرهم مثل سيلفى لما بعد الحمام أو صور سيلفى قبيحة..

 يتبع... 

بقلم الأنامل المصرية :

"الدكتورة فاطمة خشبة"