قصة في اول درس قيادة قصص قصيرة

 أول درس قيادة 

      

قصة في أول درس قيادة 

منذ نعومة أظافري كنت أحلم لو أنني مكان والدي وأقود السيارة بدلاً منه، ولطالما تمنيت لحلمي هذا او هدفي ان يتحقق  وكما اتمناه، وطلبت من ابي عدة مرات تعليمي 

لكنه دائماً ما كان يرفض بسبب عمله الذي لا ينتهي، حتى عودته مساءً، ثم لا تدري من اين ترّن لك الهواتف، فلا راحة لهذا الموظف أبداً، وما كان مني الا ان أدعو له بالصحة والعافية والصبر الجميل في عمله..

اليوم أُتمم عامي الثامن عشر ، وبدلاً من قالب الحلوى الذي انتظره كل سنة، تفاجئت بالذي خطط له والديّ، فقد اشتريا لي سيارة جديدة باللون الأحمر كما أحب وجميلة كالتي كنت ألعب بها في صغري، كانت مفاجأة جميلة جداً، لكنني 

لا اعلم كيف اقودها، فقادها والدي للمرة الأولى واصطحبني لإحدى مراكز التسجيل لتعلم القيادة، كنت مسرورا للغاية وقلبي يقفز من مكانه فرحاً، لو ان الاحلام تتحقق كما 

أتمنى لتمنيت بسرعة قصر كبير، بأبهى عمارة وصورة خارجية و داخلية له، فيه من الخدم ما يخدمني طوال 

حياتي وفيه فتيات حسنوات ان نظرت لهن أطيل النظر واختر منهن واحدة التي يدق قلبي لها من النظرة الاولى، وأعشقها وننجب اطفالنا ويكبروا بعزنا ودلالنا..

اقرأ ايضا قصة مذاق العلقم 

قصة في أول درس قيادة - الهدية 

ثم ايها الأبله استفق من حلمك هذا ودعك الآن بالهدية الجميلة التي ستتعلم قيادتها، اليوم درسنا الاول .

 هيّا يا استاذي:" _انا جاهز... "

_" أدّر المحرك، ضع قدمك على الفرامل، وفك هذا، هذا يا بنيّ، وجهتك ان كانت للأمام ام للخلف وهذة دواسة البنزين، عليها ان تضع قدمك عليها رويدا رويدا، وبخفة، 

وهذه هنا الاشارات سأشرحها لة لاحقاً، المهم الآن عليك ان تركز وتتعلم كيف توازن بين دواسة الوقود والفرامل وبانتباه شديد لحركة يديك بين الاتجاهات والخيارات امامك..."

_"حسناً، هيّا بنا... "

كل شيء تحت السيطرة الآن وفي غاية الروعة اسيطر عليها جيدا، قطعنا مسافة طويلة وبقيادة ممتازة،ثم أخذ يعلو صوت الأستاذ المدرب :" توقف توقف بسرعة، ضع قدمك على الفرامل.. "

الهدية الغالية 

قصة في أول درس قيادة - الخوف العارم

انتابني الخوف في تلك اللحظة وضغطت على الفراميل بسرعة، ولكنها مصيبة حلّت فوق رأسي، نزل الاستاذ المدرب بسرعة يطمأن عن وضع الولد الذي لا اعلم كيف وصل لأسفل السيارة ولم افهم ما حصل، ما هذا!!

أتى أهل الولد مسرعين وبدأوا الندب والذّم، لم أكن اعلم من اين الشتائم تنزل فوق رأسي الفارغ، فاتصلت بوالدي على الفور ونقلنا الطفل لاقرب مركز صحي، وهو بحالة 

صحية جيدة بعض الشيء ، بفضل الله، لكن ذويه رفضوا السماح والعفو وتقدموا برفع شكوى ضدي، ودفعنا غرامة مالية لهم كبيرة، وزجّ بي في السجن لعدة ايام بعد ان دفع 

والدي غرامة مالية بسند كفالة مع محاولاته العديدة مع اهل الولد، فأسقطوا دعواهم وتم إخراجي، لكنني اتألم من الداخل واعتصر قهرا، فلم يلبث لحلمي ان تحقق وأصبح 

رجلا يعتمد ابي عليّ ولو في قلة امور حتى أنني لم أكن أنفع لشيء، وما الذي كنت أوشك على فعله، كدت بلحظة مع انني كنت منتبه ، ادوس ذاك الولد واقتله، يا لغبائي!!

اقرأ ايضا قصة شخص لا يشيب 

قصة في أول درس قيادة - الفشل اول خطوة في طريق النجاح

ربما لا أنفع لشيء ولا أجيد شيء ابدا، بقيت لفترة داخل المنزل ولم أخرج منه بتاتاً حتى أتى بعض اصدقائي وربتوا على كتفي وقلبي وساعدوني كثيرا لأنسى ما حصل معي ، 

حتى احدهم أخذني برفقته لمنطقة بعيدة عن صخب المدن كأنها نائية او منزوية بنفسها عن بقية العالم، فيها الصباح والمساء متشابهان لا ضجيج ولا صخب، ولديه 

سيارة نصف عمرها شبه مكسرة، أكثر ما كان يضحكني شكلها وهيكلها الخارجي، لكنها بقدر ما كانت مضحكة بقدر ما تعلمت فيها اساليب وفن القيادة، مضت ٣ اشهر على 

هذه الحالة وعدت بها سائقاً للمدينة فتفاجأ ابي بي وجنّ من فرحه وأخذني على الفور وسجل لي دفتر قيادة مرخصّ طبعاََ، وأصبحت أقود دون خوف ولا قلق وأفضل ما يكون حتى قال لي أبي حينها :

_"أصبحت أفضل مني يا بنيّ الحمد لله، أشكر الله أنك تحسنت وتغيرت وسأحقق لك كل احلامك ان شاء الله".

_"أبي الغالي فعلت كل ما بوسعك وأكثر اشكر الله على وجودك في حياتي يا نعمتي أنت. "

بقلم الانامل اللبنانية :

" ندى خلف "